*المرتضى: نواجه العدوان بالقذيفة وبالقصيدةِ وبلوحاتٍ بطولةٍ ألوانُها من زيتِ الجنوب والعدوّ سوف يندم ويئنّ اذا ما وسّع العدوان ع

عاجل

الفئة

shadow


اقام وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى حفلًا تكريميا لامير الشعر المحكي جرمانوس جرمانوس  في مقر  المكتبة الوطنية في بيروت  وبحضور حشد من الفاعليات السياسية والثقافية والاعلام  والفنية وتوالى على الكلام كل من الوزير المرتضى ورئيس مجلس القضاء الأعلى  سابقًا الدكتور غالب  غانم  اضافة الى شهادات  لكل من الاعلامية سمر بوخليل ، الدكتور ميلاد السبعلي والشاعرين حبيب يونس  وسمير خليفة
المرتضى 
والقى  الوزير المرتضى  كلمة تناول فيها الوضع الراهن حيث قال :"على رغم من هذه المآسي نحن مصرون على مقارعةِ أدوات الموتِ بإرادةِ الحياة، وعلى مواجهةِ القذيفةِ بالقذيفة وبالقصيدةِ، وإطفاءِ الحرائق الفوسفورية بالقصفِ المضادّ وبلوحاتٍ ألوانُها من زيتِ الجنوب."

مضيفًا :”لأن اليقين يتملكُنا بأن صيغتَنا اللبنانية القائمةَ على التنوع المبدع ضمن إطار العيش الواحد، وعلى احترام القيم الإنسانية الكبرى، هي النقيضُ المباشر للكيان العنصري المقيتِ المزروعِ نبتةً غريبةً بالقرب من أرضنا. والذي لن يألو جهدًا في سبيل تدمير وطننا، لا على المستوى العسكري أو الأمني فحسب، بل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي أيضًا.”

واردف :"مثلما  أعددْنا له الوسائلَ الحربيةَ لدحر أي اعتداء قد يفكر به، وهنا، ومن ههنا، من وزارة الثقافة التي تترسّخ قلعةً لمواجهة الخطر الصهيوني على لبنان، نعد الإسرائيليين، والمرء حرٌّ حتى يعد، أنّهم اذا ما ساورتهم أنفسهم توسيع العدوان على لبنان فإنهم سيجدون اللبنانيين وقد أعدّوا لهم عدةًّ سوف تجعلهم يئنّون أنيناً سوف يعجّل في زوال كيانهم لا ريب".
وتابع :” مثلما أعددنا تلك العدّة ينبغي لنا أن نُعِدَّ الوسائلَ الثقافية أيضًا، وأولُها تأكيدُ الوعي حول المخاطر الوجودية التي تكتنفُنا بسببه، والعملُ على تأكيد تشبثِنا بالعيشِ الوطني الواحد الذي يحترم الحريةَ والتنوع والحوار، ويؤدي إلى حِفظِ السيادة وبناءِ الغدِ الأفضل. ولأجل هذه المعاني كان قرارُنا الانتقالَ إلى طرابلس، في دوامٍ أسبوعي، لإيمالننا بأنَّ حقيقةَ الفيحاءِ تجسِّدُ كلَّ هذه القيم، ولكي نواكبَ عن كثب التحضيرات الجارية لإطلاق احتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية لعام 2024."
وتوجه للمكرم  جرمانوس بالقول": بورِكَ قلمُكَ وإلى مزيدٍ من الألقِ الشعري الذي ترفعُ به المحكيةَ اللبنانيةَ إلى مصافَّ عاليةٍ من الإبداع، في الصورةِ والتعبير والمقاربات.
جرمانوس، بروحه الحرّة ونفسه العزيزة الأبيّة، برفعته وأنفته ورهافته في آن، بطينته الطيّبة وبسمته العذبة، بفرحه وحزنه، يشبه لبنان، ويعكس صورته البهية التي ينبغي لها أن تسود."
وفيما يلي كلمة الوزير المرتضى :"أيها الأصدقاء
أواخرَ آب الماضي، وفي مناسبةٍ مماثلةٍ قلتُ على منبرٍ شِماليّ: "جرمانوس جرمانوس اسم متكرِّرٌ لفظًا، لكنه لا يتكرَّرُ شعرًا". وأضفت: "هذه ليست مأثَرةً خاصةً به، بل هي ميزةُ المبدعين من الشعراء والأدباء والفنانين والموسيقيين الكبار، الذين أُعطيت لكلٍّ منهم بصمةُ موهبةٍ خاصةٌ به، قد لا يصعُبُ تقليدُها، أما تكرارها فمستحيل".
ها هو الآن، في هذا الاحتفال المكرَّر المـُقامِ احتفاءً به وبديوانه الأخير، يحملني أنا أيضًا إلى نوع من التكرارِ في الخطاب؛ قد يُشْبِهُ اسمَه ولا يشبهُ موهبتَه، إلا أن يكون كما هو حقًّا، مولعًا دائمًا بالتأكيد على الجمال، يستعيدُه مَثْنى في الشمال وبيروت، وربما ثُلاثَ ورُباعَ وأكثرَ في أماكنَ أخرى، وذلك حقٌّ له ولشعره الذي يشكِّلُ عندي علامةً فارقةً ومحطةً متقدمةً في مسار تطور الشِّعْرِ اللبنانيّ الحديث.
لكنني اليومَ سأطلُّ على جرمانوس جرمانوس من شرفةِ مقاربةٍ أخرى أضعُ فيها جانبًا محبتي له وإعجابي بشعره، متجاوزًا ما قلتُ فيه منذ خمسة أشهر؛ لأن كثيرًا من حولِنا تبدَّلَ مذّاك. لقد نزلَت بنا نوازلُ احتلَّت واجهةَ الأفكارِ، وتربَّعَت على صدارةِ الكلام، فبتنا نقرأ في كتابِ وجودِنا قصائدَ ألِفنا مثلَها منذ خمسةٍ وسبعين عامًا، منظومةً من أشلاءِ الأجسادِ البريئة، مكتوبةً بالدّمِ لا بالمداد. من بعضِ أبياتِها هذه الحربُ على حدودِنا الجنوبية، وفي بعض القرى القريبة من الأرض المحتلة. والإبادة الجماعيةُ المستمرةُ في غزة. والتواطؤ الدوليُّ اللاأخلاقيُّ مع مجازر العدوان. والسكوتُ المخزي لمن تعرفون. وهذه الكوةُ المضيئةُ التي فتحتها دولةُ جنوب أفريقيا بدعواها ضد الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، مهما كانت النتيجة التي ستؤول إليها هذه الدعوى، ومهما بلغت من قابلية للتطبيق، الأحكامُ الصادرة خلال المحاكمة أو بعد اختتامِها. هذه كلُّها تكبِّلُ الحروفَ بقيود الأسى، ولكنها تشحذُ الكبرياءَ سلاحًا على جبهة المقاومة، والتحرير الكامل، النابِتِ قريبًا بإذن الله ثمرةً للبطولة والتضحيات.
دمويةٌ عمياءُ... كلُّ أبجدياتُ البشريةِ منها بَراء، تكتبُها إسرائيل بقنابل الطائرات على أرضِ فلسطين، وأجسادِ أهلِ فلسطين سطورًا من موتٍ مُسْتَشْرٍ ودمار منتشرٍ في كل اتّجاه. ومع العلم أنه لا ينبغي لأحدٍ أن نقارن بين هذه الدموية وبين حبر جرمانوس جرمانوس، أو أيِّ مبدعٍ كائنًا من كان، لا من باب المقايسةِ ولا المفاضلة، فالحقُّ لا يقاسُ بمعيارِ العدوان، ولا الخيرُ بمكيال الشرّ، ولا الجمال بمقياسِ القبح. ولكنَّ القتلَ المتمادي لكلِّ وجوه الحياة في غزة، والصمودَ الأسطوريَّ لأولئك الأبطال المحاصرين منذ عقدين من الزمان، وتعالي المنكوبين والمشردين والجرحى والأرامل والأيتام على ما يستبدُّ بالناس عادةً في مثل هذه الأحوال من مشاعر الحزن والخوف... كلُّ ذلك يدفعنا إلى تذكر قول الشاعر:
الجُرْحُ ينطقُ يا فَمُ      ودَمُ الفدى يتكلَّمُ
فاسكتْ فإنكَ إنْ تكلَّمتِ الجراحُ لَأَبْكَمُ
ماذا يقولُ الحرفُ في الشفتَيْنِ إن نطقَ الدَّمُ؟
أيها الأصدقاء
​على الرغمِ من هذه المآسي نحن مصرون على مقارعةِ أدوات الموتِ بإرادةِ الحياة، وعلى مواجهةِ القذيفةِ بالقذيفة وبالقصيدةِ، وإطفاءِ الحرائق الفوسفورية بالقصفِ المضادّ وبلوحاتٍ ألوانُها من زيتِ الجنوب. لأن اليقين يتملكُنا بأن صيغتَنا اللبنانية القائمةَ على التنوع المبدع ضمن إطار العيش الواحد، وعلى احترام القيم الإنسانية الكبرى، هي النقيضُ المباشر للكيان العنصري المقيتِ المزروعِ نبتةً غريبةً بالقرب من أرضنا. والذي لن يألو جهدًا في سبيل تدمير وطننا، لا على المستوى العسكري أو الأمني فحسب، بل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي أيضًا. ومثلما أعددْنا له الوسائلَ الحربيةَ لدحر أي اعتداء قد يفكر به، وهنا، ومن ههنا، من وزارة الثقافة التي تترسّخ قلعةً لمواجهة الخطر الصهيوني على لبنان، نعد الإسرائيليين، والمرء حرٌّ حتى يعد، أنّهم اذا ما ساورتهم أنفسهم توسيع العدوان على لبنان فإنهم سيجدون اللبنانيين وقد أعدّوا لهم عدةًّ سوف تجعلهم يئنّون أنيناً سوف يعجّل في زوال كيانهم لا ريب.
أيّها الأحبّة مثلما أعددنا تلك العدّة ينبغي لنا أن نُعِدَّ الوسائلَ الثقافية أيضًا، وأولُها تأكيدُ الوعي حول المخاطر الوجودية التي تكتنفُنا بسببه، والعملُ على تأكيد تشبثِنا بالعيشِ الوطني الواحد الذي يحترم الحريةَ والتنوع والحوار، ويؤدي إلى حِفظِ السيادة وبناءِ الغدِ الأفضل. ولأجل هذه المعاني كان قرارُنا الانتقالَ إلى طرابلس، في دوامٍ أسبوعي، لإيمالننا بأنَّ حقيقةَ الفيحاءِ تجسِّدُ كلَّ هذه القيم، ولكي نواكبَ عن كثب التحضيرات الجارية لإطلاق احتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية لعام 2024.
​أما لجرمانوس فأقول: بورِكَ قلمُكَ وإلى مزيدٍ من الألقِ الشعري الذي ترفعُ به المحكيةَ اللبنانيةَ إلى مصافَّ عاليةٍ من الإبداع، في الصورةِ والتعبير والمقاربات.
جرمانوس، بروحه الحرّة ونفسه العزيزة الأبيّة، برفعته وأنفته ورهافته في آن، بطينته الطيّبة وبسمته العذبة، بفرحه وحزنه، يشبه لبنان، ويعكس صورته البهية التي ينبغي لها أن  تسود

وكانت كلمة للمكرم جرمانوس جرمانوس الذي  شكر كل من حضر اللقاء: الذي لم يكن  قد حصل  اولا  اصرار  وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى والقى قصيدة شعرية من وحي المناسبة عبر فيها عن شكره وامتنانه لصاحب الرعاية والمبادرة  الوزير  المرتضى ."

هذا ومنح  الوزير المرتضى درع وزارة الثقافة  "لامير الشعر المحكي "جرمانوس جرمانوس تقديرًا لعطاءاته الشعرية وتميزه.
وأختتم حفل التكريم     بصوت أمَيمَةَ كما قال روني الفا:"عصفور عاد من الشباك الينا.. أميمَة تغني بحناجِرِنا المجرَّحة بالهيبة والمضرَّجة بالانتظار. الحزن الذي لم يفقد رجاء القيامة. الانكسار الذي لا ينكسر. الرخامة التي تذكرنا ان الصوت الأنثوي ذكوري في بطولته وأنَّ الغناء مثل الصلاة بحاجة الى الله.
نعود الى الله والوطن والرجاء بصوت أمَيمَة الخليل يواكب جمال أميمَة المبدع الموسيقي والمؤلف هاني سبليني كلاهما يبتهلان من كلمات الشاعر جرمانوس جرمانوس فلندخل ملكوت هؤلاء المبدعين  وانشدت  اميمة على وقع موسيقى  سبليني  قصيدة من كلمات جرمانوس كتبها خصيصًا لاهل الجنوب وفلسطين .

الناشر

هدى الجمال
هدى الجمال

shadow

أخبار ذات صلة